من نحن…
نحن أبناء وأصدقاء وقف سيدة العناية بِتَوْلية البطريرك الماروني، نؤمن بأن المحبّة الخالصة التي دعانا إليها الرب يسوع في الإنجيل، البعيدة عن الأنانية والمصالح الذاتية، والقائمة على التسامح، ومحبة الآخر، هي وسيلة التغيير المجتمعي الوحيدة التي تبدّل وجه الأرض،
“حينئذ اقترب بطرس وقال له: يا رب كم مرة يخطأ إلي أخي وأغفر له؟ أإلى سبع مرات؟ فقال له يسوع: لا أقول لك الى سبع مرات بل سبعين مرة سبع مرات ” (متى 18 :21- 22)
لذلك وبغيرة متقدة، نسعى جاهدين كمؤمنين علمانيين، إلى تطبيق كلام السيد المسيح في الإنجيل والإلتزام بأسرار الكنيسة الكاثوليكية، وكافة تعاليمها وسينودوساتها، في بيوتنا وحياتنا اليومية، العائليّة والمهنيّة، وإلى تكريس ذواتنا للخدمات الإجتماعية والمهمات الكنسية، كلٌّ بحسب اختصاصه لما فيه خير الجماعة من جهة، وخير نفوسنا من جهة أخرى، لأننا على يقين بأن الروح القدس يبحث عن نفوس ملتهبة برغبة التغيير، وعقول تسعى بثبات الى نعمة شفاء الطبع والفكر من كل سوء، وكل ما لا يتناسب مع طبع المسيح وفكره ونفسيته، وهو عندما يجد هذه النفس العطشى الى الخلاص، يسكب عليها الرحمة والمغفرة والشفاء، فتصبح أهلاً للملكوت مثلما أعلن بولس الرسول، في بداية رسالته إلى أهل أفسس:
“تبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي غمرنا من علياء سمائه بكل بركة روحية في المسيح، اذ فيه قد اختارنا عن محبة من قبل إنشاء العالم لنكون قدّيسين وبغير عيب أمامه”
(أف 1: 3-4).
نشوء “مؤسسة سيّدة العناية”
بعد استلهام إسم الربّ،
وإقراراً دائماً بالطاعة الكاملة والمطلقة لتعاليم الكنيسة الواحدة الجامعة الكاثوليكية، ولسلطة السدّة البطرسية الرسولية المقدّسة العليا ، ولقداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس الجالس على كرسيّها، وبعد استمداد الإذن من غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكليّ الطوبى، المسند الى الدوافع المبرورة والنفع الروحيّ العميم المرتجى، وإقتداءً بالغاية التي نزل من أجلها إبن الله من السماء وصار إنساناً، والمتمثلة بخلاص بني البشر والسعي لخلاص الأنفس وإقبالهم على معرفة الحق، والإرتداد عن الخطيئة في سبيل التوبة الخلاصية :
التأمت مشيئة الواهبين على إنشاء مؤسسة تقوية، رسولية ، خيريّة ، تربوية، حرّة مطلقة ، بإسم «مؤسسة سيدة العناية» غير خاضعة لسلطة أحد ـ روحية كانت أو زمنية ـ سوى لسلطة صاحب الغبطة البطريرك الماروني الكلي الطوبى من دون أن تتواسط سلطة ما في ذلك غير سلطة غبطته من أي وجه كان، ولأي سبب. ومن بعده، يكون الحبر الأعظم أو من يفوّضه باسمه، المرجع الأخير للفظ الكلمة الفصل وفق تعاليم كنيسة المسيح الجامعة، للقيام بهذا الأمر التقويّ الخيريّ، على ان تكون أنشطتها خيريّة إجتماعية ـ لا تبغي الربح ـ تتنوّع تحت مظلة العقيدة الإجتماعية للكنيسة الكاثوليكية التي جاءت نتيجة التفكير بالواقع المعقّد لوجود الإنسان، من دون ان تشكل إيديولوجية بل صياغة متأنية للنتائج والتأملات حول الواقع المعقد لوجود الإنسان في المجتمع المدني والدولي.
« مؤسسة سيدة العناية» أقرّتها المحكمة الموحّدة المارونية المؤلفة من النائب القضائي المونسنيور نبيه معوّض، والمحامي عن العدل الأب أنطوان باز بقرارها رقم 139/2015، الذي قضى بتثبيت صك الوقفية، كوقفية مستقلة، بولاية غبطة البطريرك الماروني، وتثبيت نظاميها الأساسي والداخلي على ألّا يُعدَّلا ـ إلاّ بعد موافقة السيّد البطريرك ـ الوليّ العام.
وقد صدر هذا القرار بالإستناد الى المادتين 7و8 من قانون 2 نيسان 1951، والمواد 11 و 264 و 265 و 285 من قانون الأحوال الشخصية للطوائف الكاثوليكية، والقانون رقم 1047 و 1048 من مجموعة قوانين الكنائس الشرقية، وبعد الإطلاع على نظاميها الأساسي والداخلي والمستندات القانونية المدنية.
من تعليمنا المسيحي…
في وقف سيدة العناية بِتَوْلية البطريرك الماروني، نلتزم بتلاوة مسبحة الوردية ومسبحة الرحمة الإلهية وبالصوم والقداس اليومي
والسجود أمام القربان المقدس المصمود ليلاً نهاراً داخل الكنيسة
هذا هو الممر الآمن والأكيد نحو خلاص النفوس
في وقف سيدة العناية الزياحات اليومية بعد الذبيحة الإلهية ضرورية فهي لكل مؤمن توق الى القداسة
عند الساعة 12 ظهرا ليس هناك أجمل من صلاة التبشير الملائكي ، فهي ترداد للكلام الذي أتى على لسان ملاك الرب للعذراء مريم :
“فدخل الملاك إليها وقال: إفرحي أيتها المنعم عليها الرب معك”
“كل مرة تسمعين الساعة تدق الثالثة ،إستغرقي كلياً في رحمتي لتمجيدها وعبادتها، ستحصلين على كل ما تطلبينه لك وللآخرين ، لأن في هذه الساعة فاضت النعمة على العالم كله وانتصرت الرحمة على العدالة”
“إنها مظاهرة إيمانية، الجميع يحملون على رؤوسهم عبارة “وقفية سيدة العناية بـِتـَوْلية البطريرك – أدونيس – جبيل” وشعارها. لكن أريد أن أؤكد سريعاً أن هذه ليست مجرّد شعارات خارجية فقط، إنما أريد القول إن هذه العلامات الخارجية هي علامات إيمان وصلاة وإلتزام يعيشها الحاضرون معنا وغيرهم في “وقفية سيدة العناية في أدونيس – جبيل”
البطريرك الراعي في التنشئة المسيحية التي حضرها أبناء الوقفية في 25 نيسان 2016