“الثقة بكلمة الله هي التي تنتصر على عبادة الأصنام والكبرياء والثقة المتزايدة بالنفس… عدم الطاعة للرب هي كمن يؤلّه نفسه”، هذا ما أعلنه قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح الإثنين في “كابلا” بيت القديسة مرتا في الفاتيكان.
وقال الحبر الأعظم: إن خطيئة غياب الطاعة تقوم في تفضيل ما أفكر به أنا وليس ما يأمرني به الرب وربما لا أفهمه: عندما نثور ونتمرّد على مشيئة الرب لا نكون طائعين، تمامًا كخطيئة أن نؤلّه أنفسنا. تمامًا كمن يقول: أنا أؤمن بالله، ولكنّه يذهب إلى العرافة لتقرأ له كفّه. عدم الطاعة للرب هي كمن يؤلّه نفسه. فعندما تُعنّد أمام مشيئة الرب، تكون عابدًا للأصنام لأنّك تفضل ما تريده أنت، أي ذلك الصنم، على مشيئة الرب.
أضاف: ينبغي أن نفكّر قليلاً حول طاعتنا. كثيرًا ما نفضل تفسيراتنا للإنجيل ولكلمة الرب على الإنجيل وكلمة الرب. على سبيل المثال عندما نقع في التحاليل والاجتهادات الأخلاقية… هذه ليست مشيئة الرب. إن مشيئة الرب واضحة وهو يُظهرها لنا من خلال الوصايا في الكتاب المقدّس وبواسطة الروح القدس داخل قلوبنا. ولكن عندما أكون عنيدًا وأحوّل كلمة الرب إلى إيديولوجيّة أكون عندها عابد للأصنام وغير طائع.
وتابع الأب الأقدس: إنَّ حداثة كلمة الرب – لأن كلمة الرب حديثة على الدوام وتقودنا قدمًا دائمًا – تنتصر على الدوام وهي أفضل من كلِّ شيء. تنتصر على عبادة الأصنام وعلى الكبرياء وتنتصر على موقف الثقة المتزايدة بالنفس. وهناك جملة ليسوع جيّدة جدًّا تشرح هذا الأمر كلّه وتأتي من الله، ونجدها أيضًا في العهد القديم: “رحمة أريد لا ذبيحة”.
وختم عظته بالدعوة إلى أن “يكون المرء مسيحيًّا صالحًا يعني أن يكون طائعًا لكلمة الرب ويصغي إلى ما يقوله الرب حول العدالة والمحبّة والمغفرة والرحمة، وأن يكون صادقًا في حياته فلا يعتمد على الإيديولوجيات للمضي قدمًا. صحيح أن كلمة الله قد تضعنا في مأزق في بعض الأحيان ولكن الشيطان يقوم بذلك أيضًا ويخدعنا. وبالتالي أن يكون المرء مسيحيًّا يعني أن يكون حرًا من خلال الثقة بالله”.
* * *
المصدر: موقع “إذاعة الفاتيكان”
التاريخ: 20 كانون الثاني 2020