البابا فرنسيس: الأمّهات والنساء هنَّ حارسات الذاكرة واللغة
انتزاع الحريّة ومحو الذاكرة وإقناع الشباب وتلقينهم: هذه هي المؤشرات الثلاثة للاستعمار الثقافي والإيديولوجي، تناولها قداسة البابا فرنسيس اليوم في عظته مترئسًا القداس الإلهي في “كابلا” بيت القديسة مرتا في الفاتيكان، والتي استهلّها انطلاقًا من القراءات التي تقدّمها الليتورجية هذا الأسبوع والتي تُخبر عن اضطهاد الملك أنطيوكُس ضدَّ المكابيين الأمناء لشريعة الآباء.
وقال الحبر الأعظم: ينبغي الحفاظ على الذاكرة، ذكرى الخلاص وذاكرة شعب الله، تلك الذاكرة التي كانت تقوّي إيمان هذا الشعب المُضطهد من قبل هذا الاستعمار الإيديولوجي – الثقافي. إنَّ الذاكرة هي التي تساعدنا في التغلّب على كل نظام تربوي شاذ. التذكُّر: تذكُّر القيَم والتاريخ، تذكُّر الأمور التي تعلّمناها. ومن ثمَّ الأمهات، يخبرنا سفر المكابيين أنَّ الأم تكلّمت مرّتين “بلغة أبائها” وما من استعمار ثقافي بإمكانه أن ينتصر على هذه اللغة.
وتابع: إن الحنان الأنثوي والشجاعة الذكوريّة التي تحلَّت بهما هذه الأم المكابيّة والتي تقوّت بالجذور التاريخيّة للغة الآباء في الدفاع عن أبنائها وشعب الله يجعلاننا نفكِّر في أنَّ قوّة النساء فقط قادرة على مقاومة استعمار ثقافي. الأمّهات والنساء هنَّ حارسات الذاكرة واللغة، القادرات على الدفاع عن تاريخ شعب ونقل الإيمان الذي يشرحه اللاهوتيون لاحقًا.
وختم الأب الأقدس عظته بالقول: إنَّ شعب الله سار قدمًا بفضل قوّة العديد من النساء الشجعان اللواتي عرفنَ كيف ينقلنَ الإيمان إلى أبنائهنَّ من خلال لغة الآباء. ليُعطنا الرّب على الدوام النعمة لنتحلّى بالذاكرة، وألا ننسى لغة الآباء، وأن يكون لدينا نساء شجعان.
* * *
المصدر: موقع “إذاعة الفاتيكان”
التاريخ: 23/11/2017