البابا فرنسيس في مقابلته العامة عن الغفران الإلهي: يسوع يقدّم للخاطئ الرجاء في حياة جديدة

البابا فرنسيس في مقابلته العامة عن الغفران الإلهي:

يسوع يقدّم للخاطئ الرجاء في حياة جديدة

أجرى البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة المعتادة مع وفود الحجاج والمؤمنين في قاعة البابا بولس السادس في الفاتيكان، وتمحور تعليمه هذا الأسبوع حول موضوع “الغفران الإلهي، محرّك الرجاء”.

وقال: منذ بداية رسالته في الجليل، اقترب يسوع من البرص ومن المسكونين بأرواح شريرة، والمرضى وجميع الأشخاص المهمشين. وقد أخذ عليه أناس زمنه، اقترابه من هؤلاء الأشخاص الذين كان لا يجب أن يُمسوا. لقد حمل يسوع على كتفيه آلام هؤلاء وجعل من معاناتهم معاناته. ولم يطلب يسوع احتمال هذه الأوضاع ببطولية كما كان يفعل الفلاسفة الإغريق. فقد تقاسم يسوع الألم البشري وعندما التقى به انبعث من عمق أعماقه هذا الموقف الذي يميّز المسيحية: ألا وهو الرحمة!

ولفت البابا إلى “وجود عدد كبير من الأشخاص الذين يستمرون في حياتهم السيئة لأنهم لا يجدون أحداً مستعداً للنظر إليهم بطريقة مختلفة، أي النظر إليهم بأمل ورجاء بواسطة عينيّ الله وقلبه”. وتابع: أما يسوع فقد رأى إمكانية القيامة حتى لدى الأشخاص الذين اتخذوا سلسلة من الخيارات الخاطئة. ويسوع يقف أمام هؤلاء مشرّعاً لهم قلبه، مسامحاً إياهم، معانقهم ومقترباً منهم.

وقال الحبر الأعظم: إن أعداء يسوع اتهموه بالتجديف عندما غفر الخطايا، لأنهم يعلمون أن لا أحد يغفر الخطايا سوى الله. ويسوع لم يذهب إلى الصليب كي يشفي المرضى ويبشّر بالمحبة ويعلن التطويبات؛ لقد ذهب إلى الصليب لأنه يغفر الخطايا، لأنه يريد التحرر الكامل والنهائي لقلب الإنسان، وبهذه الطريقة تُغفر الخطايا ويقدّم يسوع للشخص الذي أخطأ الرجاء في حياة جديدة.

وأضاف “هذا هو الأمل الذي يقدّمه لنا يسوع، إنه الأمل في حياة مطبوعة بالمحبة”، مذكّراً بأن الكنيسة “هي شعب من الخطأة الذين يختبرون رحمة الله ومغفرته”.

وختم البابا فرنسيس: إننا جميعا خطأة مساكين نحتاج إلى رحمة الله التي لديها القوة لتبديلنا وإعادة الرجاء إلينا في كل يوم. والله يُسند إلى الأشخاص الذين فهموا هذه الحقيقة الأساسية الرسالة الأجمل في العالم، ألا وهي المحبة حيال الأخوة والأخوات وإعلان الرحمة التي لا يحجبها عن أحد أبداً. هذا هو رجاؤنا.

* * *

المصدر: موقع “إذاعة الفاتيكان”

التاريخ: 9 آب 2017

2018-10-01T23:37:41+00:00