البابا فرنسيس:علينا أن نربّي باهتمام ونخلق فسحات
لا يكون فيها التفكّك الاجتماعي المخطَّط المسيطر
“العائلة غير المتأصِّلة هي عائلة بلا تاريخ وذكرى وجذور” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته مفتتحًا أعمال المؤتمر الكنسي الأبرشي في بازيليك القديس يوحنا اللاتيران، ودعا الجميع إلى “البقاء إلى جانب المراهقين”، وذكّرهم بأنّ “هذه المرحلة من الحياة هي مجرّد مرحلة صعبة وليست مرضًا”.
ويتمحور المؤتمر الكنسي الأبرشي هذه السنة حول موضوع “مرافقة الأهل في تربية الأبناء المراهقين”، وقال الحبر الأعظم: إن تعقيد حياة العاصمة لا يسمح بملخّصات مُختزلة، وبالتالي لا يمكن التعاطي باستخفاف مع حياة العائلات وتربية المراهقين”،. وإذ توجّه إلى العائلات أكد قائلاً: أنتم تعيشون توترات هذه المدينة الكبيرة: العمل، البُعد عن المشاعر، الوقت المحدود على الدوام، الأجور التي لا تكفي أبدًا، لذلك وبكل بساطة تأمّلوا وصلّوا باللغة المحكيّة وبوجوه عائلات ملموسة، وفكّروا في كيفية مساعدة بعضكم البعض في تنشئة أبنائكم داخل هذا الواقع.
أضاف: ينبغي علينا أن نربّي باهتمام وأن نخلق فسحات لا يكون فيها التفكك الاجتماعي المخطَّط المسيطر، ولذلك ينبغي أن نعلّم الشباب أن يفكّروا في ما يشعرون به وما يفعلونه، ويشعروا بما يفكّرون به ويفعلونه، ويفعلوا ما يفكّرون به ويشعرون به. إنها ديناميّة قدرة موضوعة في خدمة الشخص البشري والمجتمع. هذا الأمر سيساعدنا كي يشعر شبابنا أنّهم رواد فاعلون في عمليات نموّهم وسيحملهم على الشعور بأنّهم مدعوون إلى المشاركة في بناء الجماعة.
وتابع البابا فرنسيس: يجد شبابنا اليوم الكثير من المنافسة والقليل من الأشخاص ليساعدوهم. إن عالم البالغين قد قبل كنموذج ومثال نجاح “الشباب الأزلي” ويبدو أنّ النمو والتقدّم في السنِّ هما أمران سيّئان. ويبدو أنّه ينبغي إخفاء كل شيء كما لو أنّ الحياة لا معنى لها. أما الخطر الثاني فهو الاستهلاك وبالتالي تصبح التربية على الاتزان غنى لا يقدّر؛ توقظ الإبداع وتولِّد إمكانيّة الخيال وتفتح على عمل الفريق والتضامن، وتفتح على الآخرين.
* * *
المصدر: موقع “إذاعة الفاتيكان”
التاريخ: 20 حزيران 2017