البابا فرنسيس: مَن لا يتحلّى بالرّجاء لا يمكنه أن يغفر
ولا يمكنه أن يمنح تعزية المغفرة
أجرى قداسة البابا فرنسيس الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس، واستهلّ تعليمه الأسبوعي بالقول “تحمل رسالة الرّسول بطرس الأولى دفعًا رائعًا! لذلك ينبغي قراءتها مرّات عديدة لنفهم هذا الدّفع الرّائع: يمكنها أن تبعث تعزية كبيرة وسلامًا إذ تجعلنا نفهم كيف يكون الربّ بقربنا على الدّوام ولا يتركنا أبدًا لا سيّما في الأوضاع الأكثر حساسيّة وصعوبة في حياتنا. ولكن ما هو “سرُّ” هذه الرّسالة ولاسيّما سرُّ النصّ الذي سمعناه (۱ بط ۳، ٨- ۱٧)؟
وتابع الأب الأقدس: إنَّ الشّخص الذي لا يتحلّى بالرّجاء لا يمكنه أن يغفر، ولا يمكنه أن يمنح تعزية المغفرة وأن تكون لديه تعزية المغفرة. نعم، لأنَّ يسوع قد تصرّف بهذا الشّكل ولا يزال يتصرّف على هذا النحو من خلال الذين يُفسحون له المجال في قلوبهم وحياتهم مُدركين أنّه لا يتمُّ التغلّب على الشّر بالشرِّ، وإنّما بالتّواضع والرّحمة والوداعة.
أضاف: خَيرٌ لَنا أَن نتألّم ونحن نَعمَل الخَير” (الآية ۱٧): لا يعني أنّه من الجيّد أن نتألّم ولكن أنّه عندما نتألّم في سبيل الخير نكون في شركة مع الربّ الذي قَبِل أن يتألّم ويُصلب من أجل خلاصنا. وعندما نقبل نحن أيضًا، في الأوضاع الصّغيرة أو الكبيرة في حياتنا، أن نتألّم في سبيل الخير يكون كما لو أنّنا ننشر من حولنا بذار قيامة وبذار حياة ونجعل نور الفصح يسطع في الظّلمة.
وختم البابا فرنسيس: نفهم أيضًا لماذا يعطينا الرّسول بطرس “الطّوبى” عندما يتحتّم علينا أن نتألّم من أجل البرّ (الآية ۱۳). ليس لسبب أخلاقيٍّ أو أمرٍ متعلِّقٍ بالزّهد والتّجرُّد وحسب، إنّما لأنّه كل مرَّة نقف فيها إلى جانب الأخيرين والمهمّشين أو لا نردَّ على الشرّ بالشرّ بل نغفر بدون رغبة في الإنتقام، نغفر ونبارك، نسطع كعلامات رجاء حيّة ومنيرة وهكذا نصبح أدوات تعزية وسلام بحسب قلب الله، وهكذا نسير قدمًا في التّواضع والرّحمة والوداعة والمحبّة وفي صنع الخير حتى للذين لا يحبّوننا أو يسيئون إلينا.
* * *
المصدر: موقع “إذاعة الفاتيكان”
التاريخ: 5- 4- 2017