البابا يُهدي أطفالاً في المغرب مسبحة الورديّة:
الكنيسة تنمو بالجذب وليس بالتبشير الحماسيّ
“إنّ طريق الرسالة لا يمرّ عبر التبشير الحماسيّ الذي يؤدّي إلى ممرّ صغير، لكن عبر طريقتنا في أن نكون مع يسوع ومع الآخرين”، هذا ما أكّده البابا فرنسيس خلال لقائه مع مسيحيّي المغرب في كاتدرائيّة القدّيس بطرس في الرباط، حيث رحّب به لدى وصوله كهنة الرعيّة الذين قدّموا له المصلوب فقبّله البابا بحسب التقليد، قبل أن يُبارك المكان بالمياه المقدّسة، ويذهب للسجود أمام القربان الأقدس.
وبعد تلاوة الترانيم، ألقى الأب الأقدس كلمة على مسامع “القطيع الصغير في كنيسة المغرب” قائلاً إنّ “الرسالة ليست تبشيراً حماسيّاً”، ومُردِّداً جملة للبابا بندكتس السادس عشر الذي لطالما قال إنّ “الإنجيل يُنشَر بالجذب”.
وتأمّل البابا أيضاً بصورة الخميرة قائلاً: “وضعنا الله في المجتمع كالخميرة: خميرة التطويبات والحبّ الأخويّ”.
كذلك أصرّ الأب الأقدس على أنّ “المشكلة لا تكمن في العدد الصغير، بل بالملح الذي لم يعد يتمتّع بطعم الإنجيل، أو بالنور الذي لم يعد يُنير”. وقال “كم من الجميل أن نعرف أنّ في العديد من الأماكن في الأرض، ما زال الخلق يستطيع التوسّل والقول “أبانا”، مُشجّعاً على “القول للآب “ليأتِ ملكوتك” ليس عبر العنف والحقد ولا التراتبيّة الإثنيّة والدينيّة والاقتصاديّة، بل بقوّة التعاطف التي نشرها يسوع على الصليب لأجل جميع البشر”.
أمّا بالنسبة إلى الحوار بين الأديان، قال البابا “إن كانت الكنيسة ستدخل في حوار، فليس عبر صيغة ولا استراتيجيّة لزيادة عدد أعضائها، بل عبر إخلاصها لربّها الذي بدافع الحبّ أراد الدخول في حوار كصديق لدعوتنا لمشاركته صداقته”.
وبعد كلمته، تلا البابا صلاة التبشير الملائكي مع الأولاد الذين هرعوا إليه، فقدّم لهم مسابح الورديّة، قائلاً لكلّ منهم: “هذه لك”.
* * *
المصدر: موقع “زينيت”
التاريخ: 31 آذار 2019