البابا فرنسيس: جميعنا مدعوون لنصبح قدّيسين
ليس من الضروري أن نكون أساقفة أو كهنة أو راهبات
تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر الأحد صلاة “افرحي يا ملكة السماء” مع وفود من المؤمنين احتشدوا في ساحة القديس بطرس، ووجّه كلمة قبل الصلاة استهلها بالقول تشير كلمة الله، في هذا الأحد الخامس من الفصح أيضًا، إلى الدرب والشروط لكي نكون جماعة للرّب القائم من الموت. فيقدّم لنا الإنجيل اللحظة التي يقدّم فيها يسوع نفسه كالكرمة الحقيقيّة ويدعونا لنثبت فيه لنحمل ثمرًا كثيرًا.
وتابع الأب الأقدس: علينا أن نثبت في الرّب كي نجد الشجاعة لنخرج من ذواتنا ورفاهيتنا وفسحاتنا الضيِّقة والمحميّة لنتقدّم في البحر المفتوح لحاجات الآخرين ونعطي نفسًا واسعًا لشهادتنا المسيحيّة في العالم. هذه الشجاعة تولد من الإيمان بالرّب القائم من الموت ومن اليقين بأنَّ روحه يرافق تاريخنا. إنَّ أحد الثمار التي تولد من الشركة مع المسيح هو في الواقع التزام المحبّة تجاه القريب من خلال محبّتنا لإخوتنا ببذل ذاتنا كما أحبّنا يسوع. إنَّ ديناميكيّة محبّة المؤمن ليست ثمرة استراتيجيات معيّنة، وإنما ثمرة اللقاء بيسوع والثبات فيه.
أضاف: عندما نكون في علاقة حميمة مع الرّب، كما تتّحد الأغصان بالكرمة، نصبح قادرين على حمل ثمار حياة جديدة ورحمة وعدالة وسلام تأتي من قيامة الرب. وهذا ما قام به القديسون الذين عاشوا ملء الحياة المسيحيّة وشهادة المحبّة لأنّهم كانوا أغصانًا حقيقيّة في كرمة الرّب. وكي نكون قدّيسين “ليس من الضروريِّ أن نكون أساقفة أو كهنة أو راهبات أو رهبانًا… جميعنا مدعوون إلى أن نصبح قدّيسين ونعيش بمحبّة ونقدِّم شهادتنا في الانشغالات اليوميّة، حيث نكون” (الإرشاد الرسولي “أفرحوا وابتهجوا”، عدد ١٤). جميعنا مدعوون إلى أن نصبح قدّيسين؛ لا بل علينا أن نكون قدّيسين بهذا الغنى الذي نناله من الرّب القائم من الموت. إنَّ كل نشاط، صغيرًا كان أو كبيرًا، عندما يُعاش باتحاد مع يسوع وبموقف محبّة وخدمة يكون مناسبة لعيش ملء المعموديّة والقداسة الإنجيليّة.
وخلُص البابا فرنسيس إلى القول: لتساعدنا مريم، سلطانة جميع القديسين ومثال الشركة الكاملة مع ابنها الإلهي، ولتعلِّمنا أن نثبت في يسوع كالأغصان في الكرمة وألا ننفصل أبدًا عن محبّته. لأننا في الواقع لا يمكننا أن نفعل شيئًا بدونه لأنَّ حياتنا هي المسيح الحيّ الحاضر في الكنيسة والعالم.
وختم: في الأول من شهر أيار سأفتتح عصرًا، الشهر المريمي بحجٍّ إلى مزار “Madonna del Divino Amore” سنتلو صلاة المسبحة الورديّة مُصلّين بشكل خاص من أجل السلام في سوريا والعالم أجمع. أدعوكم لكي تتحدوا معي روحيًّا، لنتلو طوال شهر أيار، صلاة المسبحة الورديّة من أجل السلام.
* * *
المصدر: موقع “إذاعة الفاتيكان”
التاريخ: 29 نيسان 2018