البابا فرنسيس: الأعمال الرسولية البابوية لا تقوم فقط على جمع التبرّعات
بل أن يعيش الأعضاء حياة القداسة الأمر الأساسي لفعالية الرسالة
أعلن قداسة البابا فرنسيس في رسالته التقليدية لمناسبة “اليوم العالمي الواحد والتسعون للرسالات”، أن “الرسالة هي قلب الإيمان المسيحي، لأن الكنيسة بطبيعتها مرسَلة، وإن لم تكن مرسَلة فهي ليست كنيسة المسيح، ويكفي أن الإنجيل هو بشارة سارة تحمل في طياتها فرحا معديا، لأنه يهب حياة جديدة، حياة المسيح القائم من الموت”.
وفي لقائه مع أعضاء الأعمال الرسولية البابوية قرر قداسته دعوة المؤمنين إلى تكريس شهر تشرين الأول من سنة 2019 للتأمل والصلاة على نية الرسالة إلى الأمم، مذكّراً برسالة البابا بندكتوس الخامس عشر الداعية إلى مثل هذه الرسالة والصادرة منذ مئة عام، أي سنة 1919. وقد حضّ قداسته أعضاء الأعمال الرسولية البابوية على “أن يجعلوا محبة الله قريبة من الجميع وبصورة خاصة أولئك الذين هم في أمسّ الحاجة إلى رحمته”. ويذكّر بأن رسالة الأعمال الرسولية البابوية لا تقوم فقط على جمع التبرّعات لمساعدة المرسلين، وذلك أمر ضروري من دون شك، بل على ضرورة أن يعيش الأعضاء حياة القداسة التي هي أمر أساسي لفعالية الرسالة. وذلك يفرض على جميع الأعضاء أن يعيشوا الوحدة مع المسيح كل يوم أكثر من يوم، وأن يلتزموا عمليا وبقناعة تامة وبفرح كبير، بنقل البشرى السارة إلى الجميع، ولذا فعليهم أن يكونوا، رجالا ونساء، مميّزين بغيرتهم الرسولية وقداستهم”.
أضاف: “من ناحية ثانية، يقول قداسته مذكّرا بما قاله البابا بولس السادس إن الكنيسة، كي تستطيع أن تبشر، عليها أن تبدأ أولا بتبشير ذاتها. رسالة الكنيسة، يقول البابا ليست انتشاراً لإيديولوجية دينية ولا اقتراحاً لأخلاقيات سامية، لأن الإيمان المسيحي ليس تياراً فكرياً وفلسفياً مجرداً كغيره من التيارات، والمسيح ليس فيلسوفاً ومفكّراً كغيره من الفلاسفة والمفكرين، بل هو إبن الله الحيّ كما قال بطرس في قيصرية فيليبوس (متى16/16).
وقال: “إننا جميعا، يقول البابا، مستلهما البابا يوحنا بولس الثاني، مدعوون للخروج والقيام بهذه الرسالة إلى جميع الأمم، وإلى حمل المسيح إليهم، لأن الرسالة للكنيسة ليست هدفا بذاتها، إنما أداة وديعة ووسيطة للملكوت. فالكنيسة كنيسة المسيح، جسده المصلوب والممجد، ولهذا فعلينا بالتالي أن نفضل كنيسة مصابة ومجرحة وملوثة، على كنيسة سقيمة بسبب الإنغلاق ورفاهية التمسك بماناتها الخاصة (فرح الإنجيل49). الجميع مدعوون الى القيام بهذه الرسالة، مكرّسين أو علمانيين، وبصورة خاصة الشباب الذين هم رجاء الكنيسة، والذين ما زال شخص يسوع المسيح والبشارة التي أعلنها يجذبان الكثيرين منهم. فهم يبحثون عن سبل لتحقيق شجاعة القلب وإندفاعه في خدمة البشرية. فعديدون هم أولئك الذين يقدمون مساعدتهم المتضامنة لمواجهة الشر في العالم، ويقومون بأنواع مختلفة من الحملات والتطوع. فما أجمل أن يكون الشباب سعداء بأن يحملوا يسوع في كل شارع، في كل ساحة، في كل زاوية من الأرض (فرح الإنجيل106)”.
* * *
المصدر: موقع “ليبانون فايلز”
التاريخ: 21 أيلول 2017