البابا فرنسيس: كي نختبر التعزية
نحتاج إلى قلب منفتح كقلب فقراء الروح
“التعزية هي عطيّة من الله وخدمة للآخرين؛ ولا يمكن لأحد أن يعزّي نفسه” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح الإثنين في “كابلا” بيت القديسة مرتا في الفاتيكان.
وقال” لكي نختبر التعزية نحن بحاجة إلى قلب منفتح كقلب فقراء الروح، ولا لقلب منغلق كقلب الظالمين”.
وتابع الحبر الأعظم: نجد في الإنجيل أشخاصًا كثيرين يعيشون هكذا، معلّمو الشريعة على سبيل المثال الذين كانوا ممتلئين بمرجعيّتهم الذاتية أو الغني الذي كان يَتَنَعَّمُ كُلَّ يَومٍ تَنَعُّماً فاخِراً معتقدًا أنّه كان يعزّي نفسه بهذه الطريقة ولكن ما يعبّر بطريقة أفضل عن هذا الأمر هو موقف الفريسيّ المصلّي القائل: “الَّلهُمَّ، شُكراً لَكَ لأنِّي لَستُ كَسائِرِ النَّاسِ السَّرَّاقينَ الظَّالمِينَ الفاسقِين” لقد كان ينظر إلى نفسه التي زيّنها بالإيديولوجيات ويشكر الله؛ ويسوع يظهر لنا أن أسلوب الحياة هذا لن يقود صاحبه إلى الملأ أبدًا وإنما إلى الكبرياء فقط.
أضاف: تحتاج التعزية إلى الآخر كي تكون حقيقيّة، فنحن ننالها أولاً لأن الله هو الذي يعزّي ويعطينا هذه الهبة، ومن ثمّ تنضج لتصبح تعزية للآخرين، وبالتالي فالتعزية هي عبور من النعمة التي ننالها إلى الخدمة التي نمنحها. إنَّ التعزية الحقيقيّة هي عطيّة وخدمة. وبالتالي عندما أسمح لتعزية الرب أن تدخل إلى قلبي كعطيّة فذلك لأنني بحاجة لمن يعزّيني، لكي ننال التعزية نحن بحاجة لأن نعترف أننا بحاجة إليها وهكذا فقط يأتي الرب إلينا ويعزينا ويعطينا رسالة تعزية الآخرين.
وتابع البابا: لننال التعزية نحن بحاجة إلى قلب منفتح، ولكي يكون القلب منفتحًا عليه أن يكون سعيدًا، وإنجيل اليوم يخبرنا من هم السعداء والذين تحق لهم الطوبى. طوبى للفقراء! ينفتح القلب بموقف فقر، فقر الروح، وبالوداعة والرحمة والجوع إلى البرِّ ونقاوة القلب والسعي إلى السلام: هذه المواقف كلّها تفتح القلب ويأتي الرّب إلينا بعطيّة التعزية ورسالة تعزية الآخرين.
* * *
المصدر: موقع “إذاعة الفاتيكان”
التاريخ: 12- 6- 2017