رسالة البابا فرنسيس في اليوم العالمي الـ51 لوسائل التواصل الإجتماعي
لمناسبة “اليوم العالمي الحادي والخمسون لوسائل التواصل الاجتماعي”، أصدر البابا فرنسيس رسالة حول موضوع “إيصال الرجاء والثقة في زماننا”.
ومما كتب الحبر الأعظم: “إن استخدام وسائل التواصل، بفضل التطوّر التكنولوجي، أصبح سهلاً لدرجة أنه يتيح أمام العديد من المستخدمين إمكانية التقاسم الفوري للأنباء ونشرها على نطاق واسع للغاية. وهذه الأنباء قد تكون سارة أو سيّئة، صحيحة أو كاذبة. وكان آباؤنا في الإيمان قد تحدّثوا منذ القدم عن الذهن البشري مشبّهين إياه بحجر الطاحون الذي تحرّكه المياه ولا يمكن إيقافه. لكن القيّم على الطاحون بإمكانه الاختيار بين طحن القمح أو الزؤان. الذهن البشريّ يعمل باستمرار ولا يستطيع التوقّف عن “طحن” ما يتلقّاه، لكن يتعيّن علينا نحن اختيار المادة التي نقدّمها (را. كاسّيانو الروماني، رسالة إلى ليونسيو إيغومينو).
… إن ملكوت الله حاضر في وسطنا كبذرة محجوبة عن الأنظار السطحيّة والتي تنمو بصمت. مَن لديه عينان صفّاهما الروح القدس يستطيع أن يراها تنبت ولا يترك أحداً يسلبه فرح الملكوت بسبب الزؤان الحاضر دوماً…
الثقة ببذار الملكوت وبمنطق الفصح لا يسعها إلا أن تسبك طريقتنا في التواصل. هذه الثقة التي تجعلنا قادرين على العمل – وبالأشكال المتعدّدة التي يتمّ فيها التواصل اليوم – مقتنعين بإمكانية تمييز الخبر السار، الحاضر في واقع كل رواية ووجه كل شخص، وإلقاء الضوء عليه…
مَن يترك الروح القدس يقوده بإيمان، يصير قادراً على تمييز ما يجري بين الله والبشريّة في كل حدث، مدركاً أن الله نفسه، وفي السيناريو المأساوي لعالمنا هذا، يقوم بحَبْك قصّة الخلاص. والخيْط الذي تُحاك به هذه الرواية المقدّسة هو الرجاء ومَن يحيكها ليس سوى الرّوح المعزّي. الرجاء هو أكثر الفضائل تواضعاً، لأنه يبقى دفيناَ في طيّات الحياة لكنّه شبيه بالخميرة التي تخمّر العجينة كلها…”.
* * *
المصدر: موقع إذاعة الفاتيكان
التاريخ: 24- 1- 2017